قدمت دراسة أمريكية حديثة تفسيرا جديدا لتأثير الغضب الذي نهى عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال للرجل الذي طلب منه أن يوصيه ( لا تغضب ) فردد الرجل مرارا فقال له : ( لا تغضب ) وتقول الدراسة أن نوعي الغضب هما الغضب الصريح والغضب المكبوت يؤديان إلى الأضرار الصحية نفسها وإن اختلفت حدتها, ففي حالة الكبت قد يصل الأمر عند التكرار إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأحيانا إلى الإصابة بالسرطان, أما في حالة الغضب الصريح وتكراره فإنه يمكن أن يؤدى إلى الإضرار بشرايين القلب واحتمال الإصابة بأزمات قلبية قاتلة لأن انفجار موجات الغضب قد يزيده اشتعالا ويصبح من الصعب التحكم في الانفعال مهما كان ضئيلا, العلماء كانوا يعتقدون في الماضي أن الغضب الصريح ليس له أضرار وأن الغضب المكبوت فقط هو المسؤول عن كثير من الأمراض, ولكن فالحالة الجسمانية للفرد لا تنفصل عن حالته النفسية ما يجعله يسري بسرعة إلى الأعضاء الحيوية في إفراز عصاراتها ووصول معدل إفراز إحدى هذه الغدد إلى حد سدّ الطريق أمام جهاز المناعة في الجسم وإعاقة حركة الأجسام المضادة المنطلقة من هذا الجهاز عن الوصول إلى أهدافها, الأخطر من ذلك كله أن بعض الأسلحة الفعالة التي يستخدمها الجسم للدفاع عن نفسه والمنطلقة من غدة حيوية تتعرض للضعف الشديد نتيجة لإصابة هذه الغدة بالتقلص عند حدوث أزمات نفسية خطيرة, وذلك يفسر احتمالات تحول الخلايا السليمة إلى سرطانية في غيبة النشاط الطبيعى لجهاز المناعة وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوصانا بعدم الغضب, ومن هنا تظهر الحكمة العلمية والعملية في تكرار الرسول صلى الله عليه وسلم توصيته بعدم الغضب إن هو أراد ذلك, أما في الغضب فلا يستطيع الإنسان أن يسيطر على غضبه لا سيما إن كان قد اعتاد عدم التحكم في مشاعره, وقد لوحظ أن الإنسان الذي اعتاد الغضب يصاب بارتفاع ضغط الدم ويزيد عن معدله الطبيعى, حيث إن قلبه يضطر إلى أن يدفع كمية من الدماء الزائدة عن المعتاد المطلوب, كما أن شرايينه الدقيقة تتصلب جدرانها وتفقد مرونتها وقدرتها على الاتساع لكي تستطيع أن تمرر أو تسمح بمرور أو سريان تلك الكمية من الدماء الزائدة التي يضخها هذا القلب المنفعل, ولهذا يرتفع الضغط عند الغضب, هذا بخلاف الآثار النفسية والاجتماعية التي تنجم عن الغضب في العلاقات بين الناس والتي تقوّض من الترابط بين الناس.
ويقول الاطباء ان الميول الإنسانية تنقسم إلى أربعة أقسام , ويختلف سلوك وتصرفات الأشخاص باختلاف هذه الميول ومدى السيطرة عليها : الميول الشهوانية وتؤدي إلى الثورة والغضب .. الميول التسلطية وتؤدي إلى الكبر والغطرسة وحب الرياسة .. الميول الشيطانية وتسبب الكراهية والبغضاء للآخرين . تجدر الإشارة إلى أنه ثبت علميا أن الغضب كصورة من صور الانفعال النفسى يؤثر في قلب الشخص الذي يغضب تأثيرا العدو أو الجري على القلب, وانفعال الغضب يزيد من عدد مرات انقباضاته في الدقيقة الواحدة فيضاعف بذلك كمية الدماء التي يدفعها القلب أو التي تخرج منه إلى الأوعية الدموية مع كل واحدة من هذه الانقباضات أو النبضات,.