إصحبي أولوا العلم والبصيرة والهمة والعزيمة، أما الذين حرموا من ذلك.. فأولئك هم شر البرية،
رؤيتهم قذى العيون وحمى الأرواح وسقم القلوب، يضيقون الديار ولا يستفاد من صحبتهم إلا العار والشنار، وعند أنفسهم أنهم يعلمون.. ولكن ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون، ويعلمون.. ولكن ما يضرهم ولا ينفعهم، وينطقون.. ولكن عن الهوى ينطقون، ويتكلمون.. ولكن بالجهل يتكلمون، ويؤمنون.. ولكن بالجبت والطاغوت، ويجادلون.. ولكن بالباطل ليدحضوا به الحق، ويحكمون.. ولكن حكم الجاهلية يبغون، ويقولون: إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، فهؤلاء ناس بالصورة.. شياطين بالحقيقة..
إنك إذا أحضرت تفاحة صالحة ووضعتها بجانب تفاحة فاسدة فإن الصالحة تفسد، فهكذا الأصحاب، إنك إذا رأيت رجلًا ينزف بغزارة.. تتصل فورًا بالإسعاف لينقذوه قبل الموت، أما إذا رأيت رجلًا لا ينزف جسده وإنما ينزف دينه، فكأن الأمر شيء عادي، ولا حول ولا قوة إلا بالله،.. إن الصداقة والأخوة شيء جميل لكن أن تكون لله، ليس من الصعب أن تضحي من أجل الصديق.. ولكن من الصعب أن تجد الصديق الذي يستحق التضحية،..
إخواتي.. ليس لدينا شيء أعز علينا من ديننا.. الذي تريده خذه.. ولكن ديني.. لا،
قال أحدهم: والمرء من غير دين لم يسو في الكون شيئًا، قد كنت ميتًا ولكن أصبحت بالدين حيًا، وقلت شتان حقا بين الثرى والثريًا،