نبدأ بسرد هذه القصة التي قرأناها منذ الصغـر
انها قصة الراعي و جرة السمن و هي قصة ذات حكمة عظيمة
كان لراع سمن جمعه في جرة معلقة في كوخه .
و بينما هو ذات يوم جالس في كوخه عند غروب الشمس
وهو متكىء على عصاه اخذ يفكر بما يعمله فيما اجتمع عنده من السمن فقال في نفسه :اني ساذهب به غدا الى السوق وابيعه واشتري بثمنه نعجة حاملا،فتضع لي نعجة اخرى ثم تكبر وتلد لي مع امها نعاجا اخرى وهكذا الى ان يصير عندي قطيع كبير ثم اتخذ اي اجيرا يرعى غنمي وابني قصرا عظيما ومتى كبر ولدي احضر له معلما يعلمه القراءة و الكتابة وأمره بطاعتي و احترامي فان لم يفعل ضربته بهذه العصا. ورفع يده بعصاه فأصابت الجرة فكسرتها وسقط السمن على رأسه وثيابه وطار التخطيط وضاعت الاحلام سدى.
فحزن لذلك حزنا عظيما وقال :هذا جزاء من يصغي الى تخيلاته.
اخي العزيز ..جميل ان نحلم وان نخطط للمستقبل والاجمل ان ننفذ الان وليس غد الان الخطط تتغير باستمرار نتيجة تغير المحيط ومفاجآت الحياة؟ و على سبيل المثال بعض القادة العسكريين ينهمكون كثيرا بالتخطيط ووضع الخطط و التفاصيل للمواجهة ورد الاعتداء فيطبق عليهم العدو وهم ما زالوا في طور التخطيط. ان التخطيط ضمن ما يسمى الخطوط العريضة هو طريق النجاح اما التفاصيل و الجزئيات فيجب التعامل معها في حينها لانها ترتبط بالظروف المحيطة.
فاحلم و لكن .... توخّ الحذر لا تسترسل كثيرا في الاحلام والتخطيط الى حد الاوهام و قم من تحت الجرة و ابدأ التنفيذ وحول احلامك الى انجاز ملموس.
فإن جدوى اي تخطيط تكمن في الاسراع في تنفيذه