الجدول المدرسي كأهم مفردات الإصلاح الشامل
نحن نسعى إلى البحث عن الأسباب التي بها يبقى المعلم في مدرسته ، يشارك في نشاطاتها ، ويساهم في حل مشكلاتها ، ويكتسب رصيد الخبرة الشرط الأهم للبقاء على قيد الحياة داخل المؤسسة التعليمية ، والجدول الجيد هو أهم خطوة في هذا الاتجاه .
ذلك لأن الجدول هو خريطة المدرسة وهو مرآة ينعكس عليها كل البرنامج التعليمي بها ، وهو مقياس لمدى الكفاءة المهنية لمدير المدرسة . وإعداده فنياً وتربوياً مع انتظامه يعني غرس الثقة في نفوس التلاميذ والمدرسين ، وجعل نظرتهم إلى الإدارة نظرة ايجابية ، ما يدفعهم إلى النشاط والعمل ، وبالتالي تحقيق أهداف التربية .
ونحن نقرأ باستمرار نصائح علماء التربية بضرورة تنوع المواد الدراسية وتعدد الأنشطة والخبرات التي تقدم لتلاميذ الفصل الواحد خلال اليوم الدراسي ، على اعتبار أن سير الخبرات على وتيرة واحدة تسبب الملل والسأم في نفوس التلاميذ وتؤدي بالتالي إلى الهروب من الجو المدرسي وإثارة الشغب والفوضى ، كما ينتج عنها ظاهرة التسرب والكثير من المشاكل الأخرى . فإعداد الجدول بأسلوب علمي هو على سبيل الوقاية من كل تلك المثالب ، إذ الطالب ليس آلة يمكن حشوها بالعلوم والمعارف ولكنه مجموعة من القدرات والإمكانيات النفسية والروحية والجسمية والعقلية والاجتماعية التي تستجيب كل منها لنوع من المثيرات الخاصة تساعدها على التعليم السليم .
وصحيفة الغرفة من خلال هذا الاستطلاع تأمل في إحداث نقاش حوله بين المنشغلين بالهم التربوي يعيد إليه اعتباره ، ويمهد لاستئناف الخطاب العلمي التربوي داخل مؤسساتنا التعليمية .
هذا الاستطلاع فيه ثلاثة أسئلة ..
الأول .. ما هو معيار وضع الجداول في مدارسنا هل هي الشروط الفنية أم رغبات ومصالح المعلمين .
الثاني .. هل الشروط الفنية مثالية لا تراعي واقع المعلم ( اجتماعياً واقتصادياً ) وتطبيقها يضر بالمعلم والعملية التعليمية أم من اجل تطوير العملية التعليمية ينبغي الالتزام بها .
الثالث .. ما هي المقترحات للخروج من هذه المعضلة .
منصور عمر عبدالقادر …….. مدير مدرسة .
· لا هذا ولا ذاك ، فاليوم الدراسي لا يزال على الخارطة التعليمية في مدارسنا يوم تقليدي نستقبل في أوله الطالب وهو نشيط وحاضر الذهن ولديه استعداد نفسي لاستيعاب المواد الدراسية الدسمة ، ثم يبدأ هذا النشاط في الفتور حتى يتلاشى في نهاية الدوام ، والطالب نفسه يشكوى صعوبة متابعة مادة كالرياضيات مثلاً في الحصة السابعة وفي نهاية يوم دراسي تقليدي ممل بداخل حجرة بها أكثر من ثلاثين طالب انتابهم الإحساس بالإرهاق نتيجة غياب عوامل كثيرة فنية وترفيهية وعلى رأسها التغذية الصحية السليمة ، وترتب على هذا الواقع التعليمي منطق استغلال نشاط الطالب خلال الحصص الأوائل لدراسة المواد التي تحتاج إلى تركيز أكثر ، مع مراعاة تطعيم اليوم الدراسي بحصص نشاط ومواد بسيطة تخفف الضغط على الطالب بقدر الإمكان .
· يجب أن يدرك المعلم انه أولاً وأخيراً موظف يؤدى وظيفة تعليمية تربوية لها وقت رسمي ينبغي الالتزام به ، وإذا طبقت شروط فنية متجانسة ومتكاملة تحقق مصلحة الطالب وتراعي وضعه الاجتماعي والاقتصادي والنفسي فهذا سوف لن يتعارض مع المعلم والعملية التعليمية برمتها .
· مقترحاتي من اجل تحسين وضع الجدول الدراسي وتطبيق المعايير الفنية و التربوية كالأتي :ــ
1 ــ تنقيح المناهج و التخلص من الحشو الزائد .
2 ــ التركيز على الجانب التطبيقي .
3 ــ تطبيق اليوم الدراسي المتكامل .
4 ــ الاهتمام بالجانب الصحي والتغذية داخل المدارس أو العمل علي تحسين الوضع الاقتصادي للأسرة .
5 ــ العمل على خلق بيئة تربوية جاذبة داخل المدارس بواسطة الوسائل التقنية الحديثة والترفيهية والأنشطة المتعددة من أجل إبعاد الطالب عن الشعور بالملل وتُجدد له نشاطه وحيويته وتجنبه التفكير باشتياق لسماع رنات جرس نهاية اليوم الدراسي والذي بمجرد سماعها ينطلق الطلاب جماعات وهم يتدافعون بسرعة خارج المدرسة مما يثبت أن مدارسنا لازالت بيئات طاردة .
6 ــ تحسين وضع المعلم اقتصادياً لكي يُخلص أكثر في مهنته وتظل عنده مهنة التدريس هي المهنة الوحيدة التي تحتل كل خارطة حياته الاقتصادية .
رأفت محمد القضائني .. معلم ..
إن اغلب المعايير لوضع الجدول الدراسي يرجع بالأساس إلى رغبة المعلم ومصلحته وذلك لان المعلم هو الوحيد القادر على العطاء داخل الحصة في الوقت الذي يراه مناسباً فمن مصلحة سير العملية التعليمية أن يكون المعلم هو المقرر لهذا الوقت إن كان في الحصص الأولى أو كان في الجزء الثاني من اليوم حتى لو كانت المادة مثل الرياضيات أو الفيزياء فالمعلم هو الذي يستطيع أن يجعل من هذه المواد وفي أي وقت من اليوم بالنسبة للطالب هي مادة ممتعة بغض النظر عن تصنيفها كونها علمي أو أدبي وذلك من خلال أسلوبه وطريقة ألقائه .
من اجل تطوير العملية التعليمة ينبغي الالتزام بها فالمعلم هو جزء من هذه العملية التعليمية ويجب عليه التزام التام بها وأن يضع مصلحة الطلاب والعملية التعليمية في المقام الأول ويبذل ما في وسعه من أجل تحقيق هذه الغاية .
أنا أرى أن سير العملية التعليمة هو في الاتجاه الصحيح وخاصة بعد المقررات الدراسية الجديدة التي تساعد الطالب على الإبداع والتفكير وكثرة التمارين في هذه المقررات هو خير دليل مما يخرج الطالب من كهوف الجبرية والتلقين إلى فضاءات التفكير والاكتشاف وعليه أرى أن يترك للطالب فرصة حل أكبر عدد ممكن من التمارين وهذا لا يكون إلا من خلال دور المعلم وفهمه لهذه الطريقة وإعطاء المجال الأكبر فيها للطالب ليبدع ويتألق في كل المجالات .
علاء عبد الوهاب بوغرارة .. معلم ..
في الغالب تكون رغبة المعلم هي السائدة ولكن ليست هذه المشكلة فقط إذ أن من يقوم بوضع الجدول لديه هو الآخر نفس قناعات المعلم " التي يمررها بطريق أو بأخرى للطلاب وأولياء الأمور بل حتى إدارة المدرسة " من أن الجدول المثالي لليوم الدراسي هو الذي تكون بدايته علمية بحته ونهايته أدبية بحته أم حصص النشاط فزائدة وقد توضع في خانة القوى العاملة .
الشروط الفنية أظن أن أغلبنا لا يعرفها ولم يسمع بها أصلاً وأظن أيضاً أن من يعرفها لم يطبقها حتى يرفضها ولا أقول أن تطبيقها في ظل هذا التنفير والتخويف منها سيكون أمراً ميسوراً ولكنه يحتاج إلى صبر ومصابرة وجهد واجتهاد وتكاتف وقناعة بها قبل كل ذلك . ومقترحاتي ..
· أن تحرص إدارات المدارس على أن تكون مراعاة الشروط الفنية والعلمية للجدول الدراسي من ضمن أهدافها الأساسية لا الفرعية .
· الاستفادة من الأبحاث التربوية الحديثة في هذا المجال وتطبيقها قدر المستطاع .
· تكاتف الجهود داخل المؤسسة التعليمية لبث هذه الثقافة القديمة الجديدة بين معلمي وطلبة التخصصات العلمية .
علاء عبد الوهاب بوغرارة .. معلم ..
في الغالب تكون رغبة المعلم هي السائدة ولكن ليست هذه المشكلة فقط إذ أن من يقوم بوضع الجدول لديه هو الآخر نفس قناعات المعلم " التي يمررها بطريق أو بأخرى للطلاب وأولياء الأمور بل حتى إدارة المدرسة " من أن الجدول المثالي لليوم الدراسي هو الذي تكون بدايته علمية بحته ونهايته أدبية بحته أم حصص النشاط فزائدة وقد توضع في خانة القوى العاملة .
الشروط الفنية أظن أن أغلبنا لا يعرفها ولم يسمع بها أصلاً وأظن أيضاً أن من يعرفها لم يطبقها حتى يرفضها ولا أقول أن تطبيقها في ظل هذا التنفير والتخويف منها سيكون أمراً ميسوراً ولكنه يحتاج إلى صبر ومصابرة وجهد واجتهاد وتكاتف وقناعة بها قبل كل ذلك . ومقترحاتي ..
· أن تحرص إدارات المدارس على أن تكون مراعاة الشروط الفنية والعلمية للجدول الدراسي من ضمن أهدافها الأساسية لا الفرعية .
· الاستفادة من الأبحاث التربوية الحديثة في هذا المجال وتطبيقها قدر المستطاع .
· تكاتف الجهود داخل المؤسسة التعليمية لبث هذه الثقافة القديمة الجديدة بين معلمي وطلبة التخصصات العلمية .
ابراهيم صالح هابيل .. معلم ..
يجب أن يوضع الجدول على حساب الشروط الفنية مع مراعاة مصلحة المعلم الاجتماعية والاقتصادية – والتي في بعض الأحيان لا تراعى – كما يجب أن تتخلل الجدول فترات للراحة إذا كانت الحصص أكثر من اثنتين يومياً . مع مراعاة ..
· ألا يزيد عدد الحصص عن 12 حصة إسبوعياً
· إذا كان للمعلم حصتان في اليوم الواحد تكون متسلسلة أم إذا كانت أكثر فيكون هناك فاصل بينها ذلك أفضل .
· دعم الثقة للمعلم لزيادة العطاء .
· من الناحية المنهجية يرجى النظر إلى الكيفية وليس الكمية .
صلاح مكراز .. معلم ..
بالنسبة لمعيار وضع الجدول عندنا لا يراعي الشروط الفنية المفرض إتباعها ولكنه يراعي مصلحة المعلم ورغبته نظراً لمشاغل المعلمين وارتباطاتهم الخارجية سواء على المستوى الاقتصادي أوالاجتماعي . و في الواقع هناك مشاكل اقتصادية واجتماعية يعاني منها المعلم ولم تأخذ الدولة هذا في الاعتبار كتدني المرتبات وعدم وجود ميزة تفي أغراض المعلم وتجعله يرتبط كلياً بعمله بالمدرسة وهذا ما يجعله يبحث عن مصادر أخرى لتغطية احتياجاته ومن هذه النقطة يفترض تصحيح وضع المعلم بحيث يمكن تطبيق الشروط الفنية العلمية التي وضعها مختصون حتى تؤتي ثمارها .
عوض راف الله الجازوي .. مفتش تربوي ..
بكل صراحة وشفافية ما نراه اليوم هو أن مصلحة الطالب أصبحت في بطون اللوائح فقط وذابت حيث أنه في الغالب ترسم وتبنى الجداول المدرسية وفقاً لمصلحة المعلم ورغباته وهذا ما نلمسه مع بداية كل عام دراسي جديد من تساؤلات بعض المعلمين على أي أساس توضع حصصهم الدراسية مع نهاية الدوام والآخرين توضع حصصهم مع بداية الدوام أو لماذا توضع حصصهم على مدى أيام الأسبوع وغيرهم تضغط في يوم أو يومين .
بالعكس عندما تراعى الشروط الفنية وتطبق الضوابط والمقاييس والمعايير الدقيقة لضبط الجدول المدرسي يكون هناك إنصاف وعدل وبذلك نسهم في تطوير العملية التعليمية بوجه عام ومن بينها الطالب الذي هو محور العملية التعليمية ..و ما نتمناه هو إتباع أساليب حديثة في تصميم وإعداد الجدول المدرسي وكسر الجمود فيه وذلك بتغيير مكان التعلم وأساليب التعليم ووسائله وهذا ما يتمشى مع المناهج الحديثة .
المبروك دربي .. رئيس مكتب الخدمات التعليمية درنه ..
معظم المدارس تعمل على رغبة المعلم بحجة عدم الغياب عن الحصص . والشروط الفنية هي الأساس العلمي والتربوي في التدريس ووضع الجدول دون النظر إلى مصلحة المعلم حتى ولو ترتب عليها تقاعس بعض المعلمين . وأعتقد أنه بعد التسكين والملاك الوظيفي أصبحت مصلحة الطالب هي الهدف لذا نرى أن يكون المعلم ملتزماً بالجدول كما وضعه الفنيون وأن العمل أثناء الدوام الرسمي من الساعة 7:30 صباحاً إلى الساعة 2:00 ظهراً والمفروض كل المدارس على هذا المعيار دون خلاف بينها .
مصطفى عبد العزيز الطرابلسي .. معلم ..
يوضع الجدول في مؤسساتنا التعليمية وفق رغبة الإدارة وأحيانا وفق مصلحة المعلم ورغبته .
ومن أجل تطبيق المعايير الفنية في توزيع الجدول المدرسي يجب رفع المستوى الاقتصادي للمعلم ثم بعد ذلك تطبق المعايير الفنية .
يونس محمد لعيرج .. معلم ..
الجدول عندنا في أحيان كثيرة يوضع حسب رغبة المعلم ومصلحته دون مراعاة للشروط الفنية .
وأنا أرى أنه يجب مراعاة أوضاع المعلمين دون أن يتعارض ذلك مع الشروط الفنية للجدول العلمي .
والمطالبة المستمرة بتحسين الحالة الاقتصادية للمعلمين حتى يكون بقاؤهم في المدرسة عمل إيجابي وينتفع به .
منصف جاد الله المنصوري .. مدير مدرسة ..
معيار الجدول الدراسي هو تلك الشروط الفنية سالفة الذكر لكن المشاكل التي يمر بها المعلم هي التي جعلت الجدول الدراسي تتغير سماته ويفقد الشروط والجدوى من وضعه بل حتى أنه في بعض الأحيان نرى أن الجدول لا يراعى فيه الطالب من اختيار المواد وتنوعها خلال اليوم الواحد .
إن الشروط الفنية التي ينبغي إتباعها هي التي تراعي هذه الجوانب كلها فإذا ما طبقنا الشروط الأساسية
في وضع الجدول وهي محاولة إعطاء كل مادة حقها من الوقت كذلك الراحة داخل المؤسسة التعليمة بالنسبة للمعلم وعدم إرهاق الطالب بمواد علمية متتالية .
الذي أتمناه أن يطبق نظام اليوم الكامل في مدارسنا ومحاولة تطبيقه مفيدة ولو على سبيل التجربة لأننا نرى أن السبيل الوحيد لخلق مناخ تربوي داخل مدارسنا .
عطيه بن ناصر .. مدير مكتب التعليم المتوسط درنه ..
الجداول المدرسية تنفذ في مدارسنا بعيداً عن الشروط الفنية وإدارات المدارس تحاول دائماً أن تراعي ظروف المعلمين والمعلمات ومصالحهم .
وأنا أدعو إلى ضرورة الالتزام بالمعايير العلمية والشروط الفنية في كل شؤوننا لأن ذلك هو الطريق الوحيد أمامنا لتطوير التعليم وبناء مؤسسات حديثة لأبنائنا . وهذه الشروط الفنية ليس من الصعوبة في ظلها أن نقدر مصالح وظروف المعلم والطالب معاً .
صالح الشيهني .. مفتش تربوي ..
الشروط الفنية في الجدول لا نتقيد بها كثيراً ودائماً رغبات المعلمين هي الأساس . والأصل أن يكون المعلم متفرغاً لهذا الواجب وقد كان المعلمون في السابق يدخلون في بداية الدوام ويخرجون في نهايته وبالإضافة إلى حصصهم يمارسون مع طلابهم كافة النشاطات ولكن للأسف دخلت علينا ثقافة جديدة ابتعدت كلياً عن قيم التربية . لذلك لابد من الضغط على المعلم حتى يستقر في مدرسته ويصنع علاقة طيبة مع طلابه فالمدرس الحقيقي هو الذي يعرف كيف يكسب طلابه .
ولعل تحسين وضع المعلم اقتصادياً خطوة مهمة في هذا الاتجاه لأنها ستكون سبب الاستقرار وبالتالي سبب لنجاحنا في تطوير مدارسنا .
عبد السلام العجيلي .. معلم ..
هناك بعض المدارس تحاول تطبيق الشروط الفنية في وضع الجداول الدراسية كلما تيسر ذلك لكن الواقع احياناً يفرض شروطه الاجتماعية والاقتصادية فمثلاً المعلمة ربة البيت تفضل الحصص الأولى حتى تتفرغ لشؤونها المنزلية وبعض المعلمين يفضلون الحصص الأوائل لاستغلال الزمن المتبقي لأداء مهن أخرى ولهذه نجد إدارات المدارس تستجيب إلى تلك الرغبات .
ومما لاشك فيه أن مراعاة الشروط الفنية في وضع الجداول من العوامل المهمة في نجاح العملية التعليمية لكن كما أسلفنا واقع المعلم الاجتماعي والاقتصادي حتماً سيتضرر من تطبيق ذلك .
لذلك رفع مستوى معيشة المعلم من الخطوات المهمة والتي حتماً ستساهم في رفع مستوى الأداء المهني للمعلم وفي العملية التعليمية برمتها .
عبد الفتاح العلواني .. مدير مكتب التفتيش التربوي درنه ..
جداولنا لا علاقة لها بالجدول النموذجي الذي ينبغي أن يكون . لذلك فهو يوضع حسب رغبة المعلم الذي يريد أن ينفذ حصته وينطلق خارج أسوار المدرسة . وعدم استقرار المعلم في مدرسته من المشاكل الكبرى التي يعاني منها قطاع التعليم . وحتى المفتشين في متابعاتهم يجدون صعوبة في العثور على المعلم بالذات في المناطق إذا أردت معلما للرياضيات فلا تجده إلا في الحصة الأولى ومعلم التاريخ في الحصة الأخيرة وهكذا ودائما تتكرر شكوى مفتش التربية الرياضية ومفتش اللغة العربية من الحصص الأخيرة .
والمعضلة الأكبر هي محاولة البعض تبرير ذلك والتحجج بالظروف الاقتصادية والاجتماعية للمعلمين ويأتي ذلك للأسف على حساب مصالح أبنائنا وعلى مستقبلهم متناسين رسالتهم السامية تلك التي نراهن عليها في بناء غد مشرق وأنها تحتاج إلى تضحية ، بالذات في هذا الوقت وقد تعددت الأزمات .
وفي هذا الأمر لا يوجد حل وسط إلا ويكون على حساب العملية التعليمة فالالتزام بالشروط الفنية للجدول واجب وطني لا يمكن التنازل عنه . وان كنت أرى أن التعليم التشاركي إذا توفرت شروطه وطبقت لوائحه سيكون فيه حل لمشاكل المعلم الاقتصادية وبالتالي يكون جاهزاً للتطوير مهنياً .
كلمة أخيرة لنا ..
هذه النخبة التي تعيش هموم التعليم تنام عليها وتصحو بها هؤلاء هم المسؤولون عن تشكيل عقول أبنائنا وهم من يرسم لنا خارطة المستقبل ألا يستحقون منا أن نستمع إليهم ونستجيب لهم ، وقد وقفوا على الأسباب التي يمكن بها أن تصبح مدارسنا بيئة تربوية حقيقية وهم كما يتضح من خطابهم ينادون بأعلى أصواتهم .. المعلم .. المعلم .. لنعود إليه ، لنتصالح معه ، لنفتح له الخزائن ، فهو المشكلة وهو الحل .. وهو البوابة الأولى لتأسيس ثقافة النهوض تلك التي نعبر بها جسر التخلف إلى آفاق الحضارة الرحيب .. فهل من مستجيب !؟ .