مع مطلع الإجازة ، لنا وقفات :
1) الوقت هو الحياة :
اعلم أن الوقت الذي أنت فيه هو حياتك، إذا أهملته أهملت حياتك، وإذا عمَّرته عمَّرت حياتك، ولأهمية الوقت بالنسبة للمسلم فإن الله سبحانه وتعالى أقسم به فقال: { وَالْعَصْرِ } [العصر:1]، { وَالْفَجْرِ } [الفجر:1]، { وَالضُّحَى } [الضحى:1]، { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشمس:1]، { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى } [الليل:1]، إلى غير ذلك من آيات القرآن الكريم .
يقول ابن القيم رحمه الله : ( السنة شجرة، والشهور فروعها، و الأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل ) . فأي الثمار تريد .
خصائص الوقت :
1) أن ما مضى منه لا يعود . الوقت كالسيف .
2) أنه محدود ، ومجهول الأجل بالنسبة للإنسان ، (فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة).
3) أن أكثر الناس يغبنون في الوقت قال الناطق بالوحي : { نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ } [رواه البخاري عن ابن عباس ].
شاب تعرض لحوادث وأصبح مقعداً في جسده .. وآخرون في السجون ممن منّ الله عليهم بالهداية في داخل السجون لا يتحركون إلا داخل أربعة جدران وجدتهم يستثمرون أوقاتهم بصورة صحيحة وجيدة .
4) أن الإنسان محاسب على أوقات العمر كلها ( ما يلفظ من قول )
روى الترمذي وغيره بسند صحيح عن أبي برزة الأسلمي عن النبي قال: { لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال:..... ذكر منها: عن عمره فيما أفناه؟... }.
إذن لا بد من استغلال الوقت بالأعمال النافعة في الدنيا والآخرة.
حفظ القرآن - طلب العلم - الدعوة إلى الله - بر الوالدين والأقارب - المراكز الصيفية - مجامع الخير - برامج أسرية .
2) اتق الله حيثما كنت :
قال صلى الله عليه وسلم : اتق الله حيثما كنت . كما عند الترمذي عن أبي ذر وهذا من جوامع الكلم .
تقوى الله ليست محددة بزمان ولا مكان ، وأنت عبد لله في إجازة أو غيرها .
مهمة الإنسان في هذه الحياة عبادة الله ، فهي سر وجوده ووسام عزه، وتاج شرفه، وإكسير سعادته، تلكم هي عبوديته لربه عز وجل، وتسخيره كل ما أفاء الله عليه للقيام بها، وعدم الغفلة عنها طرفة عين، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].
المسلم الحق ثابت على مبادئه، معتز بدينه وعقيدته، في كل زمان ومكان ، فمحياه كله لله، وأعماله جميعها لمولاه، { قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ }